بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
دموع على ضريح النسيم
صفحة 1 من اصل 1
دموع على ضريح النسيم
"دموع على ضريح النسيم"
¤¤¤
أرسلتني أمي أمس بإفطار للصائمين لمسجد حينا
قبل الأذان بعشرين دقيقه أعتقد أو أكثر قليلاً
فقابلت المؤذن بباب المسجد "يتأمل الحي"
وبعد أن وضعت الإفطار بالداخل
وقفت جانبه إسالة كيف مر يومه؟
فلمحت في عينه دمع ينهمل بغزاره
وهو ينظر لدخان الشواء من أحد المطاعم قربنا
فتطفلت عليه بقول :
لماذا كل هذا الدمع
جد أحمد؟
فجاوبني بشجن بليغ:
أدمع على ضريح النسيم !!
يا بني
فقبل ثلاثين عام
كان هذا المسجد صغير ويجمع كل رجال وشباب الحي وتزيد مساحته وكل هذه البيوت والمطاعم والحدائق والأسواق لم تكن هنا
بل كان كل هذا الحي الكبير أرض زراعيه أو مساحه خاليه من المباني
كنت أملك عشر أرض زارعيه أحصد وأزرع بها مع أبيك وجدك الذي كان أغنى فلاح ويمتلك عشرين أرض زراعيه
كان اليوم جميل والنسيم عليل بروائح الأزهار والريحان والقمح والآن الهواء لم يعد ينعش النفس
بل يتغلغل للرئة بروائح المصانع والمشاوي التي تكدح بالليل والنهار
وتخلف نسيم يمرض البدن
أدمع يا بني
على النسيم وعليلة البديع السابق
الذي أصبح ذكرى مع المعول وثور الفلاحة وقهوتي التي منذ خمسه عشر عام لم أطعمها بنفس طعمها اللذيذ السابق
فقد كانت زوجتي تعدها على فحم أو حطب وتسحق البن والهيل بمطحنه تخرج مذاق القهوة
أفضل من البن الذي يسحق الآن بمطاحن الأسواق والذي غير طعم القهوة
وأدمع على الماضي الذي سحقه الأعمار والحياة الحديثة
فقد كان هذا الحي من مديتنا الكبيرة
قرية وكل الأحياء المجاورة كانت قرى فدمجها الأعمار مدينه كبيره عملاقه٠
صحيح الآن أصبحت غنى من بيع أرضيه ألزارعيه وتحويل بعضها لمساكن مؤجره ومحلات تجاريه كأبيك وجدك وبقيه الفلاحين فقد ألح كل الأبناء وشيخ الحي والحكومة أن نتطور ونواكب العالم بمصانع ومبان وندع جميعنا شقاء الفلاحة
ورغم كل الغنى واندفاع المال بأعجوبة لنا ألي أن
طعم اليوم مر وعذب
وسابقا بديع الجمال والسحر
وينبثق اليوم بجفاء
من جميعنا لجمعينا !!
فسابقاً
كنت ألتقي بجدك وأبيك وبقيه الفلاحين طول اليوم نفلح الأرض ونأكل ونسمر بعد العشاء قليلا
والآن حتى السلام نتبادله فقط بالعيون !!
وجدتك كانت تعدلي مع أبيك ألإفطار والغداء بأوقات مرض زوجتي وألان لم أحادثها إلى بالعيد الماضي!!
كانت تجادلني وتمازحني يوميـــاً
يا كسول
فأبلغها سلامي
و حتى هذا التمر الذي دخلته بيه للمسجد
كان بالسابق أجود وأجمل وطازج ومن أي نخله نجمعه
والآن
" مغلف ومجفف وطعمه"
بعيد بعيد عن الطعم اللذيذ السابق
كم أتمنى أن يوماً قد عشت سعدنا وحبنا
ووئامنا
وكم أتمنى أن ذقت طعم خبزنا والطعام
وشرابنا من لبن وعصير و ماء البئر النقي والأجود والأفضل من هذا الماء واللبن
الذي بداخله مواد حافظه
الحاضر بالطيع
( جميل ومريح)
ولكنه أخذ منى كل شي
طعم القهوة
والماء واللبن
ولذة الخبز والحساء
أخذ الوئام والإخاء والصفاء والنقاء وحتى الحديث مع جيراني و التصافح بالأيادي
وأصبح ا لسلام بيننا من بعيد لبعيد
آه لو شعرت
بالنسيم السابق الذي ينساب بروائح الزهور
والريحان وقمح الحقول
لتمنيت دوامه والخلود في عيشنا
"نعم ضجرت الحاضر"
بكل جماله وتسحقني ذكريات القهوة والتمر واللبن الطازجة سابقاً
والخالية من المواد الحافظة فالآن كل طعام أو شراب مضاف أليه مواد حافظه!! وينتهي بيوم وساعة
وطعمه أقل لذة من السابق ولم يعد يفيد جسمي كالسابق
الحاضر الذي نعيشه أرغمنا أن تنظف لنا الخادمة وتغسل وتطبخ
وتعد لنا المطاعم موكلات
لا توازى لذة طبخ أيدايننا أصبحنا نعتمد على الوافدين من العاملين فقط وبكل شي
من رعاية المواليد ألي فتح القبور وأعداد الجنائز
الحاضر أخذ منى كل شي
حتى النسيم وعليلة
وبعد دقيقين ولج ألي المسجد
وبل ريقه بجرعة ماء قبل أن ينادي
بِالأَذَانِ
فتناولتها بعده وقراءات بمحيط الزجاجة التالي:
معدل التركيب الكيميائي
" جراء بالمليون"
صوديم
بوتاسيوم
كالسيوم
مغنسيوم
حديد
وصالحه لمده ستة شهور من تاريخه
¤¤¤
أرسلتني أمي أمس بإفطار للصائمين لمسجد حينا
قبل الأذان بعشرين دقيقه أعتقد أو أكثر قليلاً
فقابلت المؤذن بباب المسجد "يتأمل الحي"
وبعد أن وضعت الإفطار بالداخل
وقفت جانبه إسالة كيف مر يومه؟
فلمحت في عينه دمع ينهمل بغزاره
وهو ينظر لدخان الشواء من أحد المطاعم قربنا
فتطفلت عليه بقول :
لماذا كل هذا الدمع
جد أحمد؟
فجاوبني بشجن بليغ:
أدمع على ضريح النسيم !!
يا بني
فقبل ثلاثين عام
كان هذا المسجد صغير ويجمع كل رجال وشباب الحي وتزيد مساحته وكل هذه البيوت والمطاعم والحدائق والأسواق لم تكن هنا
بل كان كل هذا الحي الكبير أرض زراعيه أو مساحه خاليه من المباني
كنت أملك عشر أرض زارعيه أحصد وأزرع بها مع أبيك وجدك الذي كان أغنى فلاح ويمتلك عشرين أرض زراعيه
كان اليوم جميل والنسيم عليل بروائح الأزهار والريحان والقمح والآن الهواء لم يعد ينعش النفس
بل يتغلغل للرئة بروائح المصانع والمشاوي التي تكدح بالليل والنهار
وتخلف نسيم يمرض البدن
أدمع يا بني
على النسيم وعليلة البديع السابق
الذي أصبح ذكرى مع المعول وثور الفلاحة وقهوتي التي منذ خمسه عشر عام لم أطعمها بنفس طعمها اللذيذ السابق
فقد كانت زوجتي تعدها على فحم أو حطب وتسحق البن والهيل بمطحنه تخرج مذاق القهوة
أفضل من البن الذي يسحق الآن بمطاحن الأسواق والذي غير طعم القهوة
وأدمع على الماضي الذي سحقه الأعمار والحياة الحديثة
فقد كان هذا الحي من مديتنا الكبيرة
قرية وكل الأحياء المجاورة كانت قرى فدمجها الأعمار مدينه كبيره عملاقه٠
صحيح الآن أصبحت غنى من بيع أرضيه ألزارعيه وتحويل بعضها لمساكن مؤجره ومحلات تجاريه كأبيك وجدك وبقيه الفلاحين فقد ألح كل الأبناء وشيخ الحي والحكومة أن نتطور ونواكب العالم بمصانع ومبان وندع جميعنا شقاء الفلاحة
ورغم كل الغنى واندفاع المال بأعجوبة لنا ألي أن
طعم اليوم مر وعذب
وسابقا بديع الجمال والسحر
وينبثق اليوم بجفاء
من جميعنا لجمعينا !!
فسابقاً
كنت ألتقي بجدك وأبيك وبقيه الفلاحين طول اليوم نفلح الأرض ونأكل ونسمر بعد العشاء قليلا
والآن حتى السلام نتبادله فقط بالعيون !!
وجدتك كانت تعدلي مع أبيك ألإفطار والغداء بأوقات مرض زوجتي وألان لم أحادثها إلى بالعيد الماضي!!
كانت تجادلني وتمازحني يوميـــاً
يا كسول
فأبلغها سلامي
و حتى هذا التمر الذي دخلته بيه للمسجد
كان بالسابق أجود وأجمل وطازج ومن أي نخله نجمعه
والآن
" مغلف ومجفف وطعمه"
بعيد بعيد عن الطعم اللذيذ السابق
كم أتمنى أن يوماً قد عشت سعدنا وحبنا
ووئامنا
وكم أتمنى أن ذقت طعم خبزنا والطعام
وشرابنا من لبن وعصير و ماء البئر النقي والأجود والأفضل من هذا الماء واللبن
الذي بداخله مواد حافظه
الحاضر بالطيع
( جميل ومريح)
ولكنه أخذ منى كل شي
طعم القهوة
والماء واللبن
ولذة الخبز والحساء
أخذ الوئام والإخاء والصفاء والنقاء وحتى الحديث مع جيراني و التصافح بالأيادي
وأصبح ا لسلام بيننا من بعيد لبعيد
آه لو شعرت
بالنسيم السابق الذي ينساب بروائح الزهور
والريحان وقمح الحقول
لتمنيت دوامه والخلود في عيشنا
"نعم ضجرت الحاضر"
بكل جماله وتسحقني ذكريات القهوة والتمر واللبن الطازجة سابقاً
والخالية من المواد الحافظة فالآن كل طعام أو شراب مضاف أليه مواد حافظه!! وينتهي بيوم وساعة
وطعمه أقل لذة من السابق ولم يعد يفيد جسمي كالسابق
الحاضر الذي نعيشه أرغمنا أن تنظف لنا الخادمة وتغسل وتطبخ
وتعد لنا المطاعم موكلات
لا توازى لذة طبخ أيدايننا أصبحنا نعتمد على الوافدين من العاملين فقط وبكل شي
من رعاية المواليد ألي فتح القبور وأعداد الجنائز
الحاضر أخذ منى كل شي
حتى النسيم وعليلة
وبعد دقيقين ولج ألي المسجد
وبل ريقه بجرعة ماء قبل أن ينادي
بِالأَذَانِ
فتناولتها بعده وقراءات بمحيط الزجاجة التالي:
معدل التركيب الكيميائي
" جراء بالمليون"
صوديم
بوتاسيوم
كالسيوم
مغنسيوم
حديد
وصالحه لمده ستة شهور من تاريخه
الموج الازرق- عدد المساهمات : 406
تاريخ التسجيل : 23/07/2012
الموقع : المملكة العربية السعودية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء يوليو 17, 2019 12:37 pm من طرف العمرابى
» عناوين الصحف السياسية اليوم الاحد 14 يوليو
الأحد يوليو 14, 2019 6:40 am من طرف العمرابى
» عناوين الصحف السودانية السبت الموافق 13 يوليو 2019م
السبت يوليو 13, 2019 12:47 pm من طرف العمرابى
» عناوين الصحف السياسية الجمعة 12 يوليو 2019م
الجمعة يوليو 12, 2019 7:39 am من طرف العمرابى
» خاص بالاجتماعيات
الخميس يوليو 11, 2019 11:41 pm من طرف العمرابى
» عناوين الصحف السياسية السودانية الصادرة صباح اليوم الخميس الموافق 11يوليو 2019م
الخميس يوليو 11, 2019 11:24 pm من طرف العمرابى
» العام السابع لمنتدي جبل ام علي
الخميس يوليو 11, 2019 9:34 pm من طرف العمرابى
» المكتبة الشاملة
الإثنين مارس 31, 2014 11:20 am من طرف العمرابى
» خطوات عمل بنر ثابت
الإثنين مارس 31, 2014 11:07 am من طرف العمرابى